السبت، 30 أكتوبر 2021

تعرف على الثلاثة الذى لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم .. مهم جداً لكل مسلم

تعرف على الثلاثة  الذى لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم .. مهم جداً لكل مسلم
السبت، 30 أكتوبر 2021

تعرف على الثلاثة الذى لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم .. مهم جداً لكل مسلم

 
ثلاثة لا يكلمهم الله



ثلاثة لا يكلمهم الله 

الرواية الأولى

 روى أبو ذر الغفاريّ -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهِم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ قالَ: فَقَرَأَها رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مِرار، قالَ أبو ذَرٍّ: خابُوا وخَسِرُوا، مَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: المُسْبِلُ، والْمَنَّانُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذِبِ)،[١] ففي الحديث الشّريف يُخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صحابته عن ثلاث فئات يغضب عليهم الله -تعالى- يوم القيامة، ولا يكلّمهم ولا ينظر إليهم، وسينالون العذاب الأليم، ثمّ يُعيد رسول الله كلامه ثلاث مرّات، فيتلهّف الصّحابة لمعرفتهم، وكلّهم بانتظار واستماع لرسول الله، وقد جازاهم الله -تعالى- على أعمالهم فجعل جزاءهم من جنس عملهم.[٢]

 المسبل إزاره خيلاء وتكبراً 

يُخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الصنف الأوّل من الحديث عن المُسبل، وهو من يطوِّل ثيابه من باب التكبّر والعجب والخيلاء، فيُشعر الفقراء بفقرهم وذلّتهم، ويرى نفسه أعلى منهم، فيجازيه الله بذلّته وخزيه،[٣] والإزار هو ما يُلبس على الوسط فيُغطّي الجزء الأسفل من الجسد، والإسبال قد يكون ممّا جرت العادة عليه، أو قد يكون بدافع إخفاء عيب، أو من غير قصد، أو من باب الكِبر والخيلاء.[٤] والمراد من الحديث هو الصّنف الأخير، بدلالة ما رواه أبو هريرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ إلى مَن جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا)،[٥] وكذلك أبو بكر -رضي َ الله عنه- لمّا أخبر رسول الله عن إزاره الطّويل الذي يسترخي عليه لنحولة جسده، فردّ عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ).[٦][٤] 

المنّان الذي يعطي الناس منّة 

المنّان هو الذي يقدّم للنّاس شيئاً فيمنّ به عليهم، ممّا يبطل ثوابه، فيمنع فضل ربّه ورحمته عنه،[٣] ويُفسد أجر ما قدّمه،[٧] كما أنّ المنّ من الأسباب التي تُبطل الصّدقات، قال -تعالى-: (لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ)،[٨] ويعود المنّ في أصله إلى البخل والكبر وجحود نعمة الله وفضله، فيرى المنّان ما بيده عظيماً يصعب عليه أن يقدّمه لغيره، وحين يقدّمه يشعر أنّه أنعم على من قدّم إليه، وقدّم إليه فضلاً كبيراً، فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الله -تعالى- توعّد المنّان بالعذاب الشّديد يوم القيامة.[٩]

 المنفق سلعته بالحلف الكاذب

 قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)،[١٠] فالذي يبيع سلعته بيمينٍ كاذبٍ ارتكب أربعة كبائر؛ اليمين الكاذب، والتّغرير بالمشتري، وأخذ المال من غير وجه حق، والاستخفاف بحق الله -تعالى-، فالمنفق سلعته بالحلف الكاذب يشبه السّارق، وإن اختلفت الوسائل والطّرق في الحصول عليها، أمّا الحلف الصّادق فمنهيّ عنه، لقول الله -تعالى-: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّـهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ)،[١١][١٢] وذلك لِما فيه من تقليل شأن الله -تعالى- وعظمته، وذلك ينافي توحيده.[١٣] 

الرواية الثانية

 روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ)،[١٤][١٥] وكلام الله -تعالى- الذي لن يكلّمهم به هو ما يفرح قلوبهم به، ولن يُطهّرهم ممّا ارتكبوا من الذّنوب، ولهم عذاب أليم،[١٦] وقد ذكر رسول الله هذه الفئات، وأخبرهم بالعذاب الشّديد من الله -تعالى- بسبب ارتكابهم للمعصية رغم أنّها بعيدة كلّ البعد عنه، وبإمكانه أن يتجنّبها ويستغني عنها، ومع ذلك ارتكبها.[١٧]

 الشيخ الزاني

 ورد لفظ الشيخ الزاني بروايةٍ أخرى بلفظ أشيمط زانٍ، والأشيمط تصغير أشمط؛ وهو الشّيب، وقد صغّره تحقيراً له وإقلالاً لشأنه، لأنّه ارتكب فاحشة الزّنا رغم بعدها عنه، حيث وصل إلى سنٍّ قد ضعُفت فيه شهوته، فدلّ على أنّ المعصية فيه طبيعة وعادة،[١٨] وزِنا الشّيخ الكبير أشدّ من زِنا الشّاب الذي قويت شهوته فكان الدافع إلى الزّنا أكبر من دافع الشّيخ الكبير،[١٩][٢٠] والزّنا فاحشة بكل أحواله سواء أكان من الشّاب أم من الكبير.[٢٠]

 الملك الكذّاب

 يجب على من يتولّى الرّعية أن تتوافق أقواله لأفعاله، ذلك أنّه لا حاجة له للكذب، وإلّا كان ممّن لا ينظر الله إليهم، ولا يُزكيهم يوم القيامة،[١٩] وقد ذكره رسول الله بلفظ كذّاب للمبالغة، فالملك كلمته عليا بين النّاس، ويجب أن يكون صريحاً معهم فيما يوافق عليه أو يرفضه،[٢١] فلا يخاف أحداً من النّاس، ولا يخشى أن يتعرّض أحد رعيته له، ولا يحتاج مساعدة أحد ليضطر إلى الكذب، فكان ممّن لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يُزكيهم حال كذبه.[١٧]

 الفقير المستكبر 

الفقير الذي يتكبّر على النّاس ويستعلي عليهم، بالرغم من أنّه لا يملك ما يدعو إلى التكبّر من الجاه والمال، فدلّ ذلك على أنّ الكبر من طبيعته رغم عدم وجود دواعيها،[١٨][١٧] أمّا الغني فلديه المال والجاه اللّذان يدفعانه إلى الكِبر، والكِبر حرام سواء أكان من الغنيّ أم من الفقير.[٢٢] 

الرواية الثالثة 

روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: رَجُلٌ علَى فَضْلِ ماءٍ بالفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، ورَجُلٌ بايَعَ رَجُلًا بسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ فَحَلَفَ له باللَّهِ لأَخَذَها بكَذا وكَذا فَصَدَّقَهُ وهو علَى غيرِ ذلكَ، ورَجُلٌ بايَعَ إمامًا لا يُبايِعُهُ إلَّا لِدُنْيا فإنْ أعْطاهُ مِنْها وفَى، وإنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْها لَمْ يَفِ).[٢٣][٢٤]

 من يمنع الماء عن محتاجه

 عظّم الله -تعالى- تحريم مَن يمنع الماء عن ابن السّبيل، فالله -تعالى- حرّم منعها عن البهيمة، فكيف بتحريم منعها عن الآدميّ الذي انقطعت به السّبل،[١٧] والفئة المقصودة من الحديث هي مَن عنده بئر، أو مزرعة، أو مورد ماء في مكان فارغ من السّكان، وكان ذلك المكان مكان عبور للنّاس والمسافرين، لكنّه يمنعهم من وروده والشّرب منه،[٢٥] ويجب أن يكون الماء زائداً عن حاجته ليدخل في معنى الحديث.[٢٦]

 الحلف على البيع

 ذكر الحديث الحلف على البيع، والحلف أشدّ في وقت ما بعد العصر من غيره من الأوقات، ذلك أنّ هذا الوقت هو الوقت الذي تشهد فيه ملائكة اللّيل والنهار،[٢٧][٢٨] ففي هذا الوقت تقوم الملائكة برفع الأعمال إلى الله -تعالى-، فتعظُم فيه المعاصي والذّنوب، وإن كان اليمين الكاذب هو آخر ما رُفع والأعمال بخواتيمها فالذّنب أعظم، وقد كان من عادة النّاس الحلف بمثل هذا الوقت؛ لأنّهم أرادوا فعل ذلك في الوقت الذي يفرغ فيه السّوق،[٢٩] ويُعتبر هذا الأمر من الكبائر،[٣٠] وفي المجمل فإنّ كثرة الحلف فيها اجتراء على الله -تعالى-، وبعدٍ عن تعظيمه.[٣١] 

رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا

 الرّجل الذي يُبايع إمامه لدنيا فقد نقض عهد ربّه، وأثار الفتن بين النّاس، فهو قد أظهر لهم أنّه بايعه لأمر دينيّ وما هو من ذلك بشيء،[٣٢] والمبايعة للإمام تكون على طاعته وعدم الخروج عنه ونصرته،[٢٦] والبيعة للإمام واجبة، سواء أكان الإمام عامّا أم خاصاً لمنطقة معينة، والمراد من الحديث مَن يبايع الإمام لمصلحته ولكسب الدنيا، إن أعطاه ما يحتاج بقيَ على البيعة وإلّا فلا.[٣٣]

 دلالات "لا يكلمهم الله" في الحديث

 يُقصد بـِ -لا يكلمهم الله-؛ أي نفي كلام الله -تعالى- لهذه الفئات كما ورد في الحديث الشّريف؛ فالله لن يكلّمهم كما يكلّم الرّاضي عنهم يوم القيامة حين يُجازيهم على أعمالهم،[٣][٣٤] وقيل معناها الإعراض عنهم، وقال جمهور المفسرين لا يُكلّمهم بما يسرّهم وينفعهم، وقيل لا يرسل إليهم الملائكة بالتحيّة.[٣٥] ولا يقتصر العقاب الوارد في الحديث على هذه الأصناف وحسب، بل قد يدخل فيه غيرهم، فهذه الأصناف ليست على سبيل الحصر، كما أنّ ترتيب الذّنوب في الحديث لا يوجب ترتيب ذنبها تصاعدياً أو تنازلياً، فالذنب المترتب على كلّ منها بحسب ما يترتب عليها من الآثار والمخاطر،[٣٦] وهذا العقاب ليس لأشخاص بأعينهم، بل المراد من الحديث هو الفئات الذين اتّصفوا بهذه الصّفات مهما بلغ عددهم.[٣٧] 

الخلاصة

 ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث ثلاث فئاتٍ من النّاس الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يُزكيهم ولا ينظر إليهم، 

وقد ورد الحديث بثلاث روايات؛ فالرّواية الأولى أصنافها: المُسدل ملابسه تكبراً بين النّاس، والذي يمنّ على النّاس بما يُقدمه لهم، والبائع سلعته بيمين كاذبة، والرّواية الثانية أصنافها: الشّيخ الزّاني، والملك الكذّاب، والفقير المُستكبر، أمّا الرّواية الثالثة فأصنافها: الذي يمنع الماء عن محتاجه، والحالف على البيع، والمبايع للخليفة على الدنيا، وهذه الأصناف لا تنحصر بشخصٍ معيّن، بل تشمل كل من اتّصف بها، فينال العقاب بجنسها من الله -تعالى- يوم القيامة.


580 من حديث:

 (ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم..)

45/1852- وَعنْ أبي هريرة  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: ثَلاثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّه يوْمَ الْقِيَامةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلا ينْظُرُ إلَيْهِمْ، ولَهُمْ عذَابٌ أليمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِل مُسْتَكْبِرٌ رواهُ مسلم.
46/1853- وَعَنْهُ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: سيْحَانُ وجَيْحَانُ وَالْفُراتُ والنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أنْهَارِ الْجنَّةِ رواهُ مسلم.
47/1854- وَعَنْهُ قَال: أخَذَ رَسُولُ اللَّه ﷺ بِيَدِي فَقَالَ: خَلَقَ اللَّه التُّرْبَةَ يوْمَ السَّبْتِ، وخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الأحَد، وخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الإثْنَيْنِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأرْبَعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الخَمِيسِ، وخَلَقَ آدَمَ ﷺ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوم الجُمُعَةِ في آخِرِ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى الَّليلِ. رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة فيها فوائد وأحكام متعددة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
في الحديث الأول يقول عليه الصلاة والسلام: سيحون وجيحون والنيل والفرات كل من أنهار الجنة هذه أصلها من أنهار الجنة، وهي في الدنيا لكن الله جل وعلا جعل أصلها في الجنة، ويسر منها هذه النماذج في هذه الدنيا، وهي معروفة: النيل والفرات وسيحون وجيحون، كلها معروفة أنهار عظيمة نفع الله بها العباد.
والحديث الآخر: ثلاث لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر هذا أيضا فيه التحذير من هذه الخصال الشنيعة: الزنا والكذب والتكبر، فالواجب على كل مسلم الحذر من هذه الخصال حتى ولو من الشاب، الزنا محرم وكبيرة من كبائر الذنوب من الشيخ والشاب ولكنه من الشيخ والشيبة يكون أقبح وأشد إثمًا لضعف الدواعي، ويدل على أن هذا سجية له وغريزة، فالزنا من أقبح السيئات ومن أعظم الكبائر من الشيخ والشاب ومن الشيخ أقبح، وهكذا الكذب محرم على الجميع، ولكنه من الملك الذي أعطاه الله من الدنيا ما أعطاه ولم يحوجه إلى الكذب، فإذا تعود الكذب صار ذلك سجية له وضر العباد والبلاد، وهكذا التكبر محرم من الغني والفقير لكنه من الفقير أشد لقلة الدواعي وضعف الدواعي، فيجب الحذر من الكبر والكذب والفاحشة –الزنا- لكونها كلها من الكبائر قال الله جل وعلا: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا [الإسراء:32]، وقال جل وعلا: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل:105]، وقال في النار: فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:72]، وقال عليه الصلاة والسلام: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما عذبته فالواجب الحذر من التكبر -وهو ازدراء الناس- قال رجل: يا رسول الله إني أحب أن يكون نعلي حسنة وثوبي حسنًا أفذلك من الكبر؟ فقال ﷺ: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس هذا الكبر بطر الحق وغمط الناس، بطر الحق يعني رد الحق وعدم قبوله اتباعًا للهوى، وغمط الناس يعني احتقار الناس، فالواجب الحذر من هذه الخصال الذميمة وأن يكون المؤمن بعيدًا عن التكبر والفواحش كلها والكذب.
كذلك جاء في حديث أبي هريرة أن الله خلق التربة يوم السبت إلى آخره دل القرآن الكريم على أن الله خلق العالم في ستة أيام أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة كما قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] هكذا نص القرآن وجاءت الأحاديث في ذلك.
أما في حديث أبي هريرة هنا ... يوم السبت فهو وهم من بعض الرواة كما قال البخاري وجماعة، إنما الصواب إنه يوم الأحد أول العالم، التربة يوم الأحد وبقية الخلق في الأيام الأخيرة، وآدم في اليوم الأخير في يوم الجمعة خلق الله آدم أبانا في آخر ساعة من يوم الجمعة، ويوم السبت ليس فيه خلق كما قال جل وعلا: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق:38] فأولها يوم الأحد وهو أول الأسبوع وآخرها يوم الجمعة، وأما رواية أن أولها يوم السبت فهو وهم من بعض الرواة وغلط من بعض الرواة كما نبه عليه المحققون كالبخاري وغيره رحمة الله عليهم، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: من قال أن هذه الأيام السبعة التي وردت في الحديث هي غير الأيام الستة التي القرآن؟
الشيخ: لا، هي هي، هي التي في القرآن وهي التي في السنة.
س: يقول زيادة على ما في القرآن؟
الشيخ: لا ، غلط غلط.
س: كيف نجمع بين حديث الرسول: لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، ولكن برحمة الله، وقوله تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72]؟
الشيخ: يعني بأسباب أعمالكم، الله جعل دخولهم الجنة بأسباب أعمالهم الصالحة، ودخولهم النار بأسباب أعمالهم الخبيثة، وقوله ﷺ: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله يعني في المعاوضة، باء المعاوضة ليس العمل الموجب وإنما الموجب فضل الله ورحمته وتفضله وجوده وكرمه وأعمالنا أسباب، نحن أعمالنا أسباب ولهذا قال ﷺ: لن يدخل الجنة أحدكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل يعني بموجب عمله لكن بفضل الله ورحمته وإحسانه جعل عملنا سببًا فضلا منه  فالباء باء السببية، والباء في بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72] هي باء العوض.
س: بعضهم قال أن دخول الجنة بالرحمة والتعاوض في المراتب؟
الشيخ: لا، الكلام ما بينه النبي ﷺ دخول الجنة برحمة الله وجوده وكرمه وأعمالهم هي الأسباب، أعمالهم الصالحة هي الأسباب.
س: ...؟
الشيخ: إذا كان يمكنه يذهب، يذهب يصلي مع الجماعة إذا كان يمكنه ويعرف، أما إذا كان ما يدري أو يشك، يصلي مع من تيسر من الإخوان أو يصلي وحده.
س: ....؟
الشيخ: إذا كان ما تعمد النوم ما عليه كفارة، لكن كونه ينسدح ويتساهل، هذا من علامات التساهل بحصول النوم، اللي يحلف ينبغي له أن يتحرز ويحذر وإلا عليه كفارة يمين للتساهل.
س:...؟
الشيخ: إذا كان مما يلبسه المسلمون ولو مصنوعة في الخارج، إذا كان من ملابس المسلمين ولو هو مصنوع في لندن وفي أمريكا، أما إذا كان فيه تشبه بالكفار لا.
س: بنطلونات وكرفتات؟
الشيخ: المقصود إذا كان من لباس الكفار ما هي من لباس المسلمين، ما يجوز لا يساعدهم على الباطل، الله جل وعلا يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] نسأل الله العافية.
س: إذا كانت مشتركة بين المسلمين والكفار؟
الشيخ: إذا كانت مشتركة فمثل السيارة ما هي من خواص الكفار، والطائرة كذلك المشتركة ما فيها شيء، الطائرات ما هي من خواص الكفار والسيارات ما هي خاصة للكفار.
س: من قال أن الحيوانات خلق قبل الإنسان بمليوني سنة؟
الشيخ: الله أعلم.
س: درسنا هذا في مرحلة دراسية؟
الشيخ: قل الله أعلم أحسن لك، سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا [البقرة:32] قول الملائكة.

- ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ ، ولا يُزكِّيهم ، ولهم عذابٌ أليمٌ . قلتُ : من هم يا رسولَ اللهِ ! قد خابوا وخسِروا ؟ فأعادها ثلاثًا ، قلتُ : من هم خابوا وخسِروا ؟ فقال : المسبلُ ، والمَنَّانُ ، والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحلِفِ الكاذبِ أو الفاجرِ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود | الصفحة أو الرقم : 4087 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] | التخريج : أخرجه مسلم (106)، وأبو داود (4087) واللفظ له، والترمذي (1211)، والنسائي (5333)، وابن ماجه (2208)، وأحمد (21356)
ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ. وفي رواية: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا يَنْظُرُ إليهِم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 106 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كَثيرًا ما يُحذِّرُ أصْحابَهُ رضِيَ اللهُ عَنهمْ مِن سَيِّئِ الصِّفاتِ وقَبيحِ الأعْمالِ، وكانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم شَديدَ الحِرصِ على كلِّ ما يُقرِّبُهم مِن الآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ: يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ثَلاثةُ أنواعٍ مِن الناسِ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القِيامةِ، وهذه عُقوبةٌ لهمْ على جُرمٍ قدْ وَقَعوا فيه، أمَّا الأوَّلُ فهو "المَنَّانُ"، أي: الذي يمُنُّ بالعَطاءِ بعدَ أن يُعطِيَه، والمنُّ هوَ التفاضُلُ والتَّعالي على الآخِذ، والنوْعُ الثاني مِن الثَّلاثةِ الذينَ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القِيامةِ فهوَ "المُنَفِّقُ"، أي: الذي يُرَوِّجُ ويَبيعُ "سِلعَتَه" أي: بِضاعَتَه وتِجارتَه، "بِالحَلفِ الفاجِرِ"، أي: يَحلِفُ على بضاعَتِه كاذِبًا ليُرَوِّجَها ويُحلِّيَها في أعينِ المشْتَرينَ بالكذبِ والخِداعِ، والنوعُ الثالثُ مِن الثلاثةِ الذينَ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القِيامةِ، هو "المُسبِلُ إِزارَهُ"، أي: الذي يُطيلُ ثِيابَهُ ويترُكها تُجَرجِرُ على الأرضِ تكبُّرًا وفخرًا، والإزارُ هو اللِّباسُ الذي يُغطي الجزءَ الأسفلَ من الجِسمِ.
وفي رِوايةٍ أخرى للحَديثِ: أنَّ هؤلاءِ الثَّلاثةَ "لا يُكلِّمُهم اللهُ" وهذهِ عُقوبةٌ كما قَدَّمنا، "ولا يَنظُرُ إلَيهمْ"، وهذهِ مُبالَغةٌ في العُقوبةِ؛ فلا ينظرُ اللهُ إلَيهِم نَظرةَ رَحمةٍ فَيرحَمُهمْ، "ولا يُزكِّيهمْ"، أي: ولا يُطهِّرُهم ولا يَغسِلُهم مِن ذُنوبِهم ودَناءتِهم، "ولهمْ عذابٌ عَظيمٌ"، أي: فوقَ كلِّ تلكَ العُقوبات فَسوفَ يدخِّرُ اللهُ لهم عَذابًا عظيمًا فيُضاعِفُ عليهِم العقوبةُ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ من المنِّ والحلِفِ الكاذبِ والإسْبالِ، حيثُ تُوعِّدَ المنَّانُ والحالِفُ كَذِبًا والمُسْبِلُ بأشدِّ العُقوبةِ.

إغلاق التعليقات