علاج انحراف الأنف بدون عملية جراحيه
حصل الأنف على أغلب انتباه الناظر لوجهك، كبيرٌ صغيرٌ متناسقٌ غير متناسق كلها سيراها الشخص الذي يقابلك للمرة الأولى، لربما اعتدنا على الأشخاص الذين نراهم دائمًا حتى أننا لم نعد ننتبه لأشكال أنوفهم، لكن المؤكد أن الشخص الغريب عندما تراه ويراك سيلاحظ أنفك المختلف.
هناك مقولةً شهيرةٌ لدى الأطباء وجراحي التجميل تقول أنه كيفما كان حاجز الأنف كان الأنف، وتلك المقولة واقعيةٌ لأبعد مدى فحاجز الأنف هو أساسه وعماده وكيفما تشكل وظهر سيظهر الأنف على شاكلته لا محالة، مثله مثل عظام الجسد لو اختلف تركيب أو شكل عظمةٍ منها ستجد العضو بأكمله اختلف.
وتظهر مقولةٌ أخرى لربما هي أدعى للدهشة من المقولة السابقة تقول أن هؤلاء الذين يملكون أنوفًا تستقيم حواجزها بشكلٍ مثاليٍ هم قلةٌ من البشر، وأحيانًا هم نادرون بيننا فكلٌ منا مهما ظهر طبيعيًا وأنفه مثالي سيجد أن أنفه يحمل قليلًا من الاعوجاج والانحراف.
تكمن الفكرة كلها في كون انحراف الأنف ظاهرًا وملفتًا للنظر أم أنه طبيعيٌ ومدفونٌ في عمق الأنف، ومع بقية الأنسجة وتناسق الوجه يختفي تمامًا أثر ذلك الانحراف حتى أنك نفسك لا تلاحظه ولا تدري أنك تملكه، لكن إن ظهر انحراف الأنف فكيف ستتصرف؟ وهل بإمكانك علاج انحراف الأنف بدون عملية؟
ما هو الحاجز المسئول عن استقامة وانحراف الأنف؟
الحاجز هو عبارةٌ عن عظمةٍ رقيقةٍ يعلوها ارتفاعٌ من الغضاريف، توجد من بداية بروز الأنف وتتوغل حتى ما وراء التجويف الأنفي في الجمجمة، نهايتها تستقر بالقرب من الحنجرة العليا، يوجد الحاجز بين ممري الأنف الظاهرين لنا فيفصلهما من أسفل الأنف لأعلاه ومن خارجه لداخله.
تبطن طبقةٌ من الأغشية المخاطية الأنف بالكامل وتحيط بعظم وغضروف الحاجز، يعمل الحاجز على تثبيت الأنف ودعمه وإعطائه شكله البارز المميز وهو المسئول الرئيسي عن استقامة الأنف، فلو كان مستقيمًا مستويًا يستقيم الأنف ولو انحرف أو مال لأحد الجانبين أو تشوه جزءٌ منه وتحرك من مكانه يظهر انحراف الأنف.
من وظائف الحاجز الأساسية كذلك هي تنظيم عملية التنفس ودخول الهواء من كلا فتحتي الأنف والمرور خلال الممرين حتى يصل للداخل، انحراف حاجز الأنف يؤدي لخللٍ في تلك الوظيفة له العديد من التبعات التي قد تؤدي للاختناق أحيانًا، فالحاجة إلى عملية تصحيح انحراف الأنف ليست جماليةً وحسب.
أسباب انحراف الأنف
السبب الرئيسي لانحراف الأنف هو انحراف الحاجز بين فتحتي وممري الأنف من مكانه في المنتصف إلى إحدى الجهتين، قد يكون الانحراف طفيفًا وقد يكون شديدًا، وقد يكون داخليًا لا يظهر وقد يكون خارجيًا فيظهر على الأنف من الخارج ويصبح الشخص بحاجةٍ إلى تجميل الأنف، الانحراف إما أن يكون في العظمة أو في الغضروف أو في كليهما.
عند البدء في خطوات عملية تعديل انحراف الأنف فنحن نريد أن نعرف الأسباب التي أدت لانحراف ذلك الحاجز من البداية، عند الكثيرين يولد الطفل بأنفٍ منحرفٍ بشكلٍ طبيعيٍ حدث أثناء تكون الجنين داخل بطن والدته، وفي أطفالٍ آخرين يحدث الانحراف أثناء ولادتهم بسبب لين الغضروف وسهولة انحرافه.
إن لم يولد الطفل بأنفٍ منحرف يحدث الانحراف أثناء فترة النمو، إما لسببٍ مجهولٍ وبشكلٍ طبيعي ينمو الغضروف أو عظمة الحاجز بطريقةٍ منحرفةٍ عن مسارها، وإما بسبب عاداتٍ خاطئة تؤثر على الأنف كإمساك الطفل به دائمًا بطريقةٍ خاطئة أو نومه بطريقةٍ تضغط على غضروف الأنف فيتشكل منحرفًا مع الوقت.
الحوادث سببٌ آخرٌ من أسباب انحراف الأنف وليس بالضرورة أن تكون حوادث جسيمة، فأنوف الأطفال تكون غضاريفها لينةً وسهلة التشكيل وحادث ارتطامٍ بسيطٍ جدًا في الأنف قد يسبب انحرافه من مكانه ونموه بشكلٍ خاطئ، أما في الكبار فيحتاجون لحادثٍ قويٍ يستطيع أن يؤثر على العظمة والغضروف بعدما صار كيانهما صلبًا.
المشاكل التي يسببها انحراف الأنف
صحيحٌ أن من أكبر المشاكل التي يعاني منها أصحاب الأنف المنحرف هي المشكلة الجمالية وظهور أنوفهم بطريقةٍ غير معتدلة يسبب لهم الضيق والحرج ويجعل من عملية انحراف الأنف واحدةً من أهم عمليات تجميل الوجه عامةً، إلا أن انحراف الأنف قد يسبب مشاكل تتجاوز المظهر الخارجي وحسب.
من أكبر المشاكل هو مشكلة التنفس لأن انحراف الحاجز يؤدي للضغط على أحد ممري الأنف أو تضييقه وأحيانًا جعله بلا فائدةٍ تمامًا، ويظل التركيز كله على الممر الآخر وهو ما يؤدي لجفافه وظهور نزيفٍ مستمرٍ فيه، أحيانًا يصعب على الشخص التنفس بشكلٍ طبيعيٍ فيتنفس بصوتٍ مرتفعٍ أو يصبح مدركًا وواعيًا لعملية التنفس طوال الوقت بسبب صعوبتها.
يطور بعض الأشخاص لا إراديًا عادةً سيئةً وهي التنفس عبر أفواههم لفشلهم من التنفس السليم من أنوفهم، الأنف ينقي الهواء ويزيل منه الأتربة والميكروبات ويجعله دافئًا ورطبًا قبل وصوله لداخل الجسم وهو ما لا يفعله الفم، يدخل الهواء بشوائبه باردًا ويؤثر على الحلق والجهاز التنفسي على المدى البعيد.
يعاني هؤلاء الأشخاص من جفاف الفم الدائم والتهاب الحلق المزمن خاصةً في الشتاء أو أثناء النوم وقد يتطور الأمر لالتهابٍ في الرئتين، ومن الأكيد أن هؤلاء الأشخاص هم أكثر المعرضين للشخير أثناء نومهم وفي الحالات المتقدمة يصابون بنوبات اختناق أثناء النوم ويصبح النوم بالنسبة لهم عمليةً مستحيلة تؤثر على دورة حياتهم بأكملها.
يكون انحراف الأنف أحيانًا أكثر عمقًا مما يتسبب في مشاكل صحيةٍ أخطر مثل ظهور أورامٍ في الأنف أو تورم غددٍ فيه أو التهاب الأغشية المخاطية المبطنة له، وكثيرًا ما يعاني هؤلاء الأشخاص من التهاب الجيوب الأنفية المزمن وصداعه وتأثيره الدائم على تركيزهم ونشاطاتهم اليومية ما يجعل عملية تعديل انحراف الأنف ضرورية.
الفيلر في علاج انحراف الأنف
الكثيرون ينفرون من فكرة العملية الجراحية خاصةً إن كانت مشكلة انحراف أنوفهم مشكلةً جماليةً وحسب ولا تؤثر على صحتهم كثيرًا، أو على الأقل لا تؤثر بشكلٍ خطير على عملية التنفس فتجدهم لا يحبذون الخضوع لمشرط الجراح وغرفة العمليات الجراحية.
لكن ظهرت حلولٌ أخرى ساعدت هؤلاء على تجميل شكل أنوفهم والظهور بها وكأنها طبيعيةٌ تمامًا لا يشوبها شائبة، كان الفيلر واحدًا من أهم تلك الحلول على الإطلاق وأكثرها فاعلية، الفيلر عبارةٌ عن مزيجٍ من مواد طبيعية تنقسم لعدة أنواعٍ مختلفة.
النوع الأشهر منها يتكون من حمض الهيالويورينيك والكولاجين ومشتقاته، وبعض الأنواع الأخرى تتكون من خلايا دهنية في محاولةٍ لزيادة لزوجة وقوام الفيلر لجعله أكثر ثباتًا وأطول عمرًا وإعطائه قابليةً أعلى للتشكيل في المكان المحدد، لا يحمل الفيلر أي مخاطر تقريبًا ولا يؤثر بالسلب على الأنف.
كل ما في الأمر أن الطبيب يقوم بحقن الفيلر في جانب الأنف الخاوي أو الذي يظهر فارغًا بسبب انحراف الحاجز للجانب الآخر حتى يصبح الجانبان متساويان في الحجم والبروز، هذه الطريقة لا تحتاج سوى لعشرة دقائق وحقنةٍ مخصصةٍ وحسب، لا حاجة للترتيبات والتجهيزات وفترة النقاهة ولا مجال للشعور بالألم، كما أن تكلفتها تعتبر منخفضةً بشدة بالنسبة إلى عملية الانحراف في الأنف الجراحية.
الليزر في علاج انحراف الأنف
انتشرت مؤخرًا عمليات تجميل الأنف بالليزر وهو ما يشوبه بعض الحيرة ويتخلله الكثير من الجدل بسبب قلة الدراسات التي تعرضت لهذا الموضوع وأيضًا بسبب خواص الليزر والتي تجعل الناس يتساءلون عن الكيفية التي سيساعد فيها في تجميل وتشكيل انحراف الأنف ومشاكله.
الحقيقة هو أن الليزر وحده حتى الآن عاجزٌ عن القيام بعمليةٍ تجميليةٍ كاملة لعلاج انحراف الأنف وتغييره من الشكل المشوه وغير المتناسق إلى شكلٍ طبيعي، لكنه يدخل مساعدًا في كثيرٍ من الأحيان في العمليات الجراحية مثل استخدامه لإحداث الشقوق الجراحية بدلًا من المشرط.
أهميته هنا هو أن الليزر يحفز الكولاجين والخلايا في الأنسجة ويساعد الجروح على الالتئام، لذلك فإن استخدامه لإحداث الشق الجراحي داخل الأنف اللازم لأجل عملية تصحيح انحراف الأنف سيضمن ألا يحدث نزيفٌ البتة من ذلك الشق وسيلتئم بسرعةٍ ملحوظةٍ بعد الانتهاء من العملية.
الاستخدام الآخر الذي قد يقدم يد العون لمن يعانون من انحراف الأنف هو مساهمة الليزر في علاج بعض المشاكل التي سببها الإنحراف مثل أن بإمكانه التغلب على أي تورمات تظهر للغدد الدهنية الموجودة في الأنف، وأحيانًا بإمكانه المساعدة في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو إزالة اللحمية عبر الأنف
وسائل بسيطة تستخدم في علاج انحراف الأنف
كلما قل انحراف الأنف وقلت المشاكل الناتجة عنه كلما كان علاجه وتعديله أكثر سرعةً وبساطة، مثل أن الطفل الصغير يمكن تعديل انحراف أنفه عبر جبيرةٍ أو ملقطٍ مخصص يتم ربط غضروف الأنف اللين به بعد التأكد من أنه لن يؤثر على عملية التنفس ومع الوقت يعتدل الأنف.
أوجد بعض الخبراء وسائل كهذه للكبار مثل ملاقط بلاستيكية أو معدنية لها أربعة أطراف طرفان يحيطان بالأنف من الخارج وطرفان يدخلان ممري الأنف ويحيطان بالحاجز ويضغطان عليه، يتم ارتداء تلك الملاقط لمدة 20 دقيقة يوميًا ويُقال أنه مع الاستمرار عليها يبدأ انحراف الأنف في الاعتدال.
ظهرت وسائل أخرى مثل طوقٍ يُربط حول الرأس ويثبت طرفٌ منه على جانبي الأنف بحيث يضغط الحاجز لإعادته لمكانه، ويرتدي البعض أغطيةً مطاطيةً للوجه لفتراتٍ يوميًا تقوم بنفس التأثير محاولةً تعديل الانحراف، بينما يلجأ آخرون لاستخدام بعض التمارين اليومية بالضغط بأصابعهم على حاجز الأنف وبعض تمارين التنفس.
بالطبع تحتاج تلك الوسائل إلى انحرافٍ بسيطٍ في الأنف لتعطي تأثيرًا أما الانحرافات القوية والجذرية لن تتأثر، بعض الانحرافات يكون بسيطًا لدرجة أن بعض الفتيات يعمدن لتغطيته بحرفيةٍ باستخدام مساحيق التجميل ومحسنات ومحددات البشرة فتظهر أنوفهم طبيعيةً وجميلة.
مميزات علاج انحراف الأنف بدون عملية على العملية الجراحية
بالطبع إن كانت حالتك تسمح لك بالحصول على نتيجةٍ جيدةٍ باستخدام إحدى الوسائل السابقة فذلك أفضل بكثيرٍ من اللجوء إلى العمليات الجراحية، في العملية الجراحية قد تتعرض للمخاطر المعتادة من نزيفٍ وفقدان دماء وإصابةٍ بعدوى في بعض الأحيان.
العملية الجراحية تعتمد على إحداث شقوقٌ في الغشاء المخاطي داخل الأنف وقطع أجزاءٍ من الحاجز وإعادة تركيبها مرةً أخرى، ثم محاولة إعادة الأغشية المخاطية لمكانها مرةً أخرى لتحيط بالحاجز، وكثيرًا ما يضع الأطباء ملاقط داخل الأنف لتدعيم الحاجز وجعله يتعافى بشكلٍ مستقيم بعد قطعه.
تسبب تلك الملاقط العدوى وتساعد البكتيريا على التكاثر وإحداث مشاكل طبية تصل أحيانًا إلى حالة صدمةٍ تسمميةٍ منها، وكثيرًا ما شاع أثناء تلك العملية إحداث ثقبٍ في الحاجز وهو ما يزيد الأمور سوءًا وسيحتاج لعمليةٍ جراحيةٍ جديدةٍ لتعديله وغلق الثقب الذي سيجعل عملية التنفس شبه مستحيلة في وجوده.